التسلسل
Ø§Ù„ØµØØ¨Ø©
- طباعة
- 25 Dec 2009
- مواضيع مختارة
- 27270 القراءات
الØÙ…د لله رب العالمين ÙˆØ£ÙØ¶Ù„ الصلاة وأتم التسليم على سيدنا Ù…ØÙ…د وعلى آله ÙˆØµØØ¨Ù‡ اجمعين
إن الإنسان اجتماعي بطبعه ميال إلى الاجتماع بالناس والاستئناس بهم والإنسان عندما يتخذ ØµØ§ØØ¨Ø§Ù‹ له لا بد أن يكون هناك رابطا بينهما هو الذي أدى إلى اجتماعهما ÙˆØµØØ¨ØªÙ‡Ù…ا .
ÙØ§Ù„ذي ينظر ÙÙŠ المجتمع يجد أن الناس تصنÙوا إلى عدة أصنا٠السبب ÙÙŠ ذلك اختلا٠مقاصدهم وأØÙˆØ§Ù„هم وأخلاقهم ÙˆØµÙØ§ØªÙ‡Ù… ÙØ£Ù‡Ù„ الإيمان جمعهم الإيمان بالله تعالى وأهل Ø§Ù„ÙƒÙØ± جمعهم أنهم ÙƒÙØ§Ø± .
ولو نظرت إلى التجار ÙÙŠ السوق لوجدت أن المال والتجارة ÙˆØ§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯Ø© هي التي جمعتهم .
ÙØ§Ù„إنسان إنما يجالس من هو ÙÙŠ جنسه الذي يتÙÙ‚ مع ميوله وأÙكاره ÙØ¥Ø°Ø§ ما ØØµÙ„ Ø§Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ لا بد أن يؤثر Ø£ØØ¯ ÙÙŠ الآخر لم لا والقرين بالقرين يقتدي ÙØ§Ù„مخالطة لا تخلو من رابطة ما بين المختلطين Ùلو لم تكن رابطة بينهما لما استأنس كل منهما Ø¨ØµØ§ØØ¨Ù‡.
وأهمية Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© تأتي أن ØµÙØ§Øª Ø§Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨ وأخلاقهم تسري بين بعضهم البعض وذلك لأن Ø§Ù„Ù†ÙØ³ مجبولة على الاقتداء ÙØ¹Ù†Ø¯Ù…ا يوجد ØµØ§ØØ¨ الإيمان بين أهل المعصية ÙØ¥Ù…ا أن يتأثر بهم Ùيقع بمثل ما يقعون به من المعاصي وإما أن يؤثر بهم Ùيدعوهم إلى ترك هذه المعاصي .
ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن أبي هريرة رضي الله قال صلى الله عليه وسلم (( الرجل على دين خليله Ùلينظر Ø£ØØ¯ÙƒÙ… من يخالل )) رواه أبو داود ÙÙŠ كتاب الزهد .
ولقد قيل : قل من ØªØµØ§ØØ¨ أقل لك من أنت .
وقد قيل : عن المرء لا تسأل واسأل عن قرينه.............Ùكل قرين بالمقارن يقتدي
لذلك ÙØ¹Ù„Ù‰ الإنسان أن يكون ØØ°Ø±Ø§Ù‹ ÙÙŠ اختياره Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ لأنه إن لم يؤثر Ø¨ØµØØ¨ØªÙ‡ لا بد أن يتأثر بهم .
وللأهمية العظمى Ù„Ù„ØµØØ¨Ø© ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© الإنسان مثل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم Ø§Ù„ØµØ§ØØ¨ Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø ÙˆØµØ§ØØ¨ السوء ÙØ¹Ù† أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مثل الجليس Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø ÙˆØ¬Ù„ÙŠØ³ السوء ÙƒØØ§Ù…Ù„ المسك ÙˆÙ†Ø§ÙØ® الكير ÙØØ§Ù…Ù„ المسك إما أن ÙŠØØ°ÙŠÙƒ وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه Ø±ÙŠØØ§Ù‹ طيبة ÙˆÙ†Ø§ÙØ® الكير إما أن ÙŠØØ±Ù‚ ثيابك وإما أن تجد منه Ø±ÙŠØØ§Ù‹ منتنة )) رواه البخاري ÙÙŠ صØÙŠØÙ‡ كتاب Ø§Ù„Ø°Ø¨Ø§Ø¦Ø .
ÙØ§Ù„إنسان عندما يدخل إلى Ù…ØÙ„ العطار لا بد أن يطيبه ذلك العطار Ùيكون بذلك قد ØØµÙ„ على الطيب ثم إنه ربما يشتري منه شيئاً من الطيب وإن لم ÙŠØØµÙ„ على شيء من هذا ولا ذاك ÙØ¥Ù†Ù‡ قد وجد Ø±Ø§Ø¦ØØ© طيبة وكذلك Ø§Ù„ØµØ§ØØ¨ المؤمن لا بد أن تتأثر به إما أن تجده ذاكراً لله Ùيذكرك بالله وإما أن يسري إليك ØØ§Ù„Ù‡ إن نصØÙƒ ووعظك وإلا ÙØ¥Ù†Ùƒ تتذكر الله برؤيته لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( عن ابن عباس رضي الله عنه : قيل يا رسول أي جلسائنا خير قال : من ذكركم الله رؤيته وزاد ÙÙŠ علمكم منطقه وذكركم ÙÙŠ الآخرة عمله )) رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصØÙŠØ كما ÙÙŠ جمع الزوائد ج10/6 .
أما جليس السوء كمثل Ø§Ù„ØØ¯Ø§Ø¯ إما Ø£ØØ±Ù‚Ùƒ بناره وإلا أذاك Ø¨Ø±Ø§Ø¦ØØªÙ‡ Ùمثله مثل المنهمك ÙÙŠ معصية الله Ùمجالسته ضرر لا Ù†ÙØ¹ Ùيها وشر لا خير Ùيه ÙØ¥Ù† لم يصبك بناره التي هي المعصية أذاك بشرره ÙˆØ±Ø§Ø¦ØØªÙ‡ النتنة لمشاركتك له ÙÙŠ الجلوس وذلك لأن الطبع يسرق الطبع والمجالسة مجانسة وقد قيل :
من جالس العطار طاب بطيبه...............ومن جالس Ø§Ù„ØØ¯Ø§Ø¯ نال السوائد
ØªØØ°ÙŠØ±
على الإنسان المؤمن أن يكون ØØ°Ø±Ø§Ù‹ أن يقول أني أجالس قرناء السوء لكني منكر على ØØ§Ù„هم ÙØ¥Ù† ذلك غير مقبول منه لأنه لو كان منكر على ØØ§Ù„هم لما جالسهم ولا ØµØØ¨Ù‡Ù… ÙØ¥Ù† القلب لا يقبل إلا على ما Ø§Ø³ØªØØ³Ù†Ù‡ ولو كان المؤمن مستأنساً بالØÙ‚ وأهله لجانب كل كلام مباين له ولوجد Ù†ÙØ³Ù‡ غريباً بينهم Ùلو كان صادقاً مع الله Ù„ÙØ± من قرناء السوء ÙØ±Ø§Ø± الشاة من الذئب خشية على ذاته من الهلاك والوقوع بمثل ما يقعون من المعاصي .
ÙˆÙ„ÙŠØØ°Ø± المؤمن أن يقول أني أجالسهم لعلي أؤثر بهم وأدعوهم إلى الله Ùمن كان ذا عقل ÙŠÙØ± من مجالسة أموات القلوب ÙØ±Ø§Ø± الشاة من الذئب لما يعود عليه من وبالهم ولهذا قيل : الذاكر مع الغاÙلين غاÙÙ„ .
اللهم إلا إذا علم من Ù†ÙØ³Ù‡ أن على قدم راسخ ويؤثر بمجالسته عليهم Ùينتبهون مما هم عليه وهذا علم لا يكون إلا لأهل التمكين لما قيل أن العار٠إذا تمكن ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© يجوز له أن يجالس السÙهاء لهدايتهم.
ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© :
إن الإنسان عندما يختلط بالناس ويتعامل معهم يظهر له ØµØØ© ما هو عليه من الآراء والأÙكار والأخلاق وما يكنه ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ خطأه .
وما ذلك إلا لأن Ø§Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨ كالمرآة ÙØ§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ منا عندما ينظر ÙÙŠ المرآة يتبين له جمال شكله من قبØÙ‡ ØŒ ÙØ¹Ù†Ø¯Ù…ا كان Ø§Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨ كالمرآة من ØÙŠØ« أنه بهم يكتش٠الإنسان ØµØØ© ما هو عليه من خطائه ÙØªØ¸Ù‡Ø± له عيوب Ù†ÙØ³Ù‡ وأخطائها .
من أجل ذلك كان من الواجب عليه أن يختار Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© Ø§Ù„ØµØ§Ù„ØØ© التي يكتش٠من خلالها عيوب Ù†ÙØ³Ù‡ وأخطائه ØŒ ÙØ¥Ù† كان هؤلاء Ø§Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨ من أهل الإيمان بالله تعالى ظهرت له Ø£ÙØ¹Ø§Ù„Ù‡ ÙˆØªØµØ±ÙØ§ØªÙ‡ بصورة صØÙŠØØ© كالمرآة الصاÙية .
أما إن كانوا من Ø£ØµØØ§Ø¨ المعصية والبعد عن الله تعالى ظهرت له ØªØµØ±ÙØ§ØªÙ‡ ÙˆØ£ÙØ¹Ø§Ù„Ù‡ وما يكنه ÙÙŠ صدره بصورة معكوسة ØÙŠØ« يبدو له Ø§Ù„ØØ³Ù† Ù‚Ø¨ÙŠØØ§Ù‹ ÙˆØ§Ù„Ù‚Ø¨ÙŠØ ØØ³Ù†Ø§Ù‹ .
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( المؤمن مرآة المؤمن )) أخرجه أبو داود عن أبي هريرة، (( المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل Ø¥ØØ¯Ø§Ù‡Ù…ا الأخرى )) أي أن المؤمن يجد خطأه ÙÙŠ وجه أخيه المؤمن عندما ينكر عليه ذلك وينصØÙ‡ ويرشده إلى التخلص منه من غير أن يكون بينهما بغض ÙˆØØ³Ø¯ .
وعندما كانت ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© عظيمة اشترط الصوÙية ÙÙŠ السلوك والسير إلى الله تعالى أن ÙŠØµØØ¨ المريد شيخاً Ø¹Ø§Ø±ÙØ§Ù‹ بالله تعالى قد وصل إلى مرتبة من الإيمان ØØªÙ‰ أنه كالمرآة Ùيكش٠لذلك المريد عيوب Ù†ÙØ³Ù‡ والأمراض التي هو واقع Ùيها ويساعده على التخلص منها وذلك لأنه لا يوجد إنسان لا يخلو من العيوب وأمراض Ø§Ù„Ù†ÙØ³ التي لا يستطيع أن يدركها Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ كالرياء والعجب والكبر والبخل .
ومما يدل على ØµØØ© شرط Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© عند الصوÙية أن Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© رضي الله عنهم لم يستطيعوا أن يتغيروا عما كانوا عليه ÙÙŠ الجاهلية إلا Ø¨Ù…ØµØ§ØØ¨ØªÙ‡Ù… لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومجالستهم له.
وقد يخطئ من يظن أنه يستطيع أن يداوي Ù†ÙØ³Ù‡ من غير أن ÙŠØµØØ¨ من يدله على عيوب Ù†ÙØ³Ù‡ وذلك بتلاوة القرآن ÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ« الشري٠، Ùلو كان Ø£ØØ¯ يستطيع ذلك لاستطاع Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© رضي الله عنهم ذلك ÙØ¥Ù†Ù‡Ù… ØÙظوا القرآن وتمثلوا به لكنهم لم يستطيعوا أن يخرجوا من أمراض Ù†Ùوسهم إلا Ø¨ØµØØ¨ØªÙ‡Ù… لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يطبب قلوب Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ويزكي Ù†Ùوسهم Ø¨ØØ§Ù„Ù‡ وقاله .
قال تعالى : ((Ù‡ÙÙˆÙŽ الَّذÙÙŠ بَعَثَ ÙÙÙŠ الْأÙÙ…ÙّيÙّينَ رَسÙولًا Ù…ÙّنْهÙمْ يَتْلÙÙˆ عَلَيْهÙمْ آيَاتÙÙ‡Ù ÙˆÙŽÙŠÙØ²ÙŽÙƒÙّيهÙمْ ÙˆÙŽÙŠÙØ¹ÙŽÙ„ÙّمÙÙ‡ÙÙ…Ù Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØªÙŽØ§Ø¨ÙŽ )) الجمعة 2 .
ÙØ§Ù„له Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى بين لنا أن المهمة الأولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل التعليم هي التزكية وإظهار عيوب Ø§Ù„Ù†ÙØ³ وأمراض Ø§Ù„Ù†ÙØ³ وكيÙية مداواتها .
ÙØ£ÙƒØ¯ Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى بذلك ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© أن يكون للإنسان من يظهر لـه عيوب Ù†ÙØ³Ù‡ بأن يتخذ شـيخاً قد كمل إيمانه Ø¹Ø§Ø±ÙØ§Ù‹ بعيوب Ø§Ù„Ù†ÙØ³ وأمراضها بØÙŠØ« يجلو له مرآة قلبه .
ÙØ¥Ø°Ø§ كانت مجالسة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© لرسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهضت Ø¨ØØ§Ù„هم وارتقت بنÙوسهم عن مستوى البشرية وسمت بأرواØÙ‡Ù… إلى مستوى ملائكي وطهرت قلوبهم من أردان المادة وسمت بالإيمان إلى مستوى المراقبة والشهود Ùهكذا أيضاً مجالسة العارÙين بالله الوارثين لرسول الله صلى الله عليه وسلم تزكي النÙوس وتزيد بالإيمان وتوقظ القلوب وتذكر بالله تعالى والبعد عنهم يورث الغÙلة وانشغال القلب بالدنيا وميله إلى متع الØÙŠØ§Ø© الزائلة .
الدليل على Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© :
والأدلة على أهمية ØµØØ¨Ø© الإنسان لمن يرشده إلى عيوب Ù†ÙØ³Ù‡ ويظهرها له كثيرة جداً ..
Ùمن القرآن الكريم :
1) قوله تعالى : ((ÙˆÙŽØ§ØµÙ’Ø¨ÙØ±Ù’ Ù†ÙŽÙْسَكَ مَعَ الَّذÙينَ يَدْعÙونَ رَبَّهÙÙ… Ø¨ÙØ§Ù„ْغَدَاة٠وَالْعَشÙÙŠÙÙ‘ ÙŠÙØ±ÙيدÙونَ وَجْهَه٠وَلَا تَعْد٠عَيْنَاكَ عَنْهÙمْ ØªÙØ±Ùيد٠زÙينَةَ الْØÙŽÙŠÙŽØ§Ø©Ù الدÙّنْيَا وَلَا ØªÙØ·Ùعْ مَنْ أَغْÙَلْنَا قَلْبَه٠عَن ذÙكْرÙنَا وَاتَّبَعَ هَوَاه٠وَكَانَ أَمْرÙÙ‡Ù ÙÙØ±Ùطًا )) الكه٠28 .
ÙØ§Ù„له Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم Ø¨ØµØØ¨Ø© الذين يقصدون وجه الله ويسعون إلى رضاه ولا يمنع أن يكون Ùيها أيضا إرشاد لنا Ø¨ØµØØ¨Ø© من هذا وصÙÙ‡ إذ الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمر لنا أيضا.
2) ومنها قوله تعالى : ((يَا Ø£ÙŽÙŠÙّهَا الَّذÙينَ آمَنÙواْ اتَّقÙواْ اللّهَ ÙˆÙŽÙƒÙونÙواْ مَعَ الصَّادÙÙ‚Ùينَ )) التوبة 119.
ÙØ§Ù„صادقون هم الذين تمثلوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ÙØµÙت Ù†Ùوسهم وتنـزهت عما هي عليه أخلاق البشر Ùكانوا بذلك كالمرآة الصاÙية التي تكش٠للإنسان ØÙ‚يقة Ù†ÙØ³Ù‡ .
3) قال تعالى : ((الْأَخÙلَّاء ÙŠÙŽÙˆÙ’Ù…ÙŽØ¦ÙØ°Ù بَعْضÙÙ‡Ùمْ Ù„ÙØ¨ÙŽØ¹Ù’ض٠عَدÙوٌّ Ø¥Ùلَّا Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØªÙŽÙ‘Ù‚Ùينَ )) الزخر٠67.
Ùلقد وص٠الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى الأصدقاء بأنهم كلهم أعداء لبعضهم يوم القيامة واستثنى الله المتقين وذلك لأنه لم يجمعهم على Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© إلا تقوى الله عز وجل والصدق ÙÙŠ طلب الله ليست Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© أو المال أو المعصية كما جمعت غيرهم من Ø§Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨ وكذلك ØµØØ¨Ø© المريد لشيخه ÙÙŠ طريقه إلى الله تعالى Ùلم يجمع المريد مع شيخه إلى صدقهم ÙÙŠ طلب الله والسعي إلى مرضاته .
4) قال تعالى ØØ§ÙƒÙŠØ§Ù‹ عن سيدنا موسى عليه السلام ØÙŠÙ† التقى الخضر عليه السلام بعد عزم٠صادق وعناء٠طويل : ((قَالَ Ù„ÙŽÙ‡Ù Ù…Ùوسَى هَلْ Ø£ÙŽØªÙŽÙ‘Ø¨ÙØ¹ÙÙƒÙŽ عَلَى Ø£ÙŽÙ† ØªÙØ¹ÙŽÙ„Ùّمَن٠مÙمَّا عÙÙ„Ùّمْتَ Ø±ÙØ´Ù’دًا )) الكه٠66.
ÙØ³ÙŠØ¯Ù†Ø§ موسى عليه السلام وهو نبي يطلب Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© من الخضر لكي يتعلم منه ويستÙيد ÙØ¥Ø°Ø§ كان نبي يطلب Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© Ùكي٠بنا ونØÙ† Ø£ØÙˆØ¬ منه إلى ØµØØ¨Ø© من يرشدنا إلى ما وقع ÙÙŠ قلوبنا من الأمراض .
قال تعالى : ((وَيَوْمَ يَعَضÙÙ‘ الظَّالÙم٠عَلَى يَدَيْه٠يَقÙول٠يَا لَيْتَنÙÙŠ اتَّخَذْت٠مَعَ الرَّسÙول٠سَبÙيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنÙÙŠ لَمْ Ø£ÙŽØªÙŽÙ‘Ø®ÙØ°Ù’ ÙÙلَانًا خَلÙيلًا لَقَدْ أَضَلَّنÙÙŠ عَن٠الذÙّكْر٠بَعْدَ Ø¥ÙØ°Ù’ جَاءنÙÙŠ وَكَانَ الشَّيْطَان٠لÙلْإÙنسَان٠خَذÙولًا )) Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ان 27- 29 .
الدليل على أهمية Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« الشري٠:
1. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مثل الجليس Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø ÙˆØ¬Ù„ÙŠØ³ السوء ÙƒØØ§Ù…Ù„ المسك ÙˆÙ†Ø§ÙØ® الكير ÙØØ§Ù…Ù„ المسك إما أن ÙŠØØ°ÙŠÙƒ وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه Ø±ÙŠØØ§Ù‹ طيبة ÙˆÙ†Ø§ÙØ® الكير إما أن ÙŠØØ±Ù‚ ثيابك وإما أن تجد منه Ø±ÙŠØØ§Ù‹ منتنة )) أخرجه البخاري ÙÙŠ صØÙŠØÙ‡ كتاب Ø§Ù„Ø°Ø¨Ø§Ø¦Ø .
2. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قيل يا رسول الله أي جلسائنا خير قال من ذكركم الله رؤيته وزاد ÙÙŠ علمكم منطقة وذكركم ÙÙŠ الآخرة عمله )) رواه أبو يعلى .
3. عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الرجل على دين خليله Ùلينظر Ø£ØØ¯ÙƒÙ… من يخالل )) رواه أبو داود والترمذي ÙÙŠ كتاب الزهد .
4. عن ØÙ†Ø¸Ù„Ø© رضي الله عنه قال : لقيني أبو بكر رضي الله عنه Ùقال : كي٠أنت يا ØÙ†Ø¸Ù„Ø© ØŸ قلت : ناÙÙ‚ ØÙ†Ø¸Ù„Ø© قال : Ø³Ø¨ØØ§Ù† الله ما تقول ØŸ قلت : نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالجنة والنار كأنا رأي عين ÙØ¥Ø°Ø§ خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟ الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً قال أبو بكر رضي الله عنه : ÙÙˆ الله إنا لنلقى مثل هذا ÙØ§Ù†Ø·Ù„قت أنا وأبو بكر ØØªÙ‰ دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم .... ))
إن هذه Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« وغيرها كثيرة تبين بمجموعها أهمية Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© وأثرها ÙÙŠ تربية Ø§Ù„Ù†ÙØ³ ولا سيما ØØ¯ÙŠØ« ØÙ†Ø¸Ù„Ø© الذي يبين كي٠كانت مجالسة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© لرسول الله صلى الله عليه وسلم تؤثر بهم وتجلي بصائرهم ÙˆØªØ±ØªÙØ¹ Ø¨Ø§Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø¥Ù„Ù‰ مستوى ملائكي وتسمو بالإيمان إلى مستوى المراقبة والشهود.
وكذلك أيضاً مجالسة المريد لشيخه الوارث لهذا Ø§Ù„ØØ§Ù„ المØÙ…دي تزكي Ù†ÙØ³Ù‡ وتوقظ له قلبه وتزيد الإيمان وتسمو به إلى مستوى الشهود والعيان .
الدليل على أهمية Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© من أقوال الÙقهاء ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ¯Ø«ÙŠÙ† :
1) قال ابن ØØ¬Ø± الهيثمي : ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØªØ§ÙˆÙ‰ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ÙŠØ© (55)
(( Ø§Ù„ØØ§Ù„ أن الأولى بالسالك قبل الوصول إلى هذه المعار٠أن يكون مديماً لما يأمره به أستاذه الجامع لطرÙÙŠ الشريعة والØÙ‚يقة ÙØ¥Ù†Ù‡ الطبيب الأعظم ØŒ ÙØ¨Ù…قتضى معارÙÙ‡ الذوقية ÙˆØÙƒÙ…Ù‡ الربانية يعطي كل بدن ÙˆÙ†ÙØ³ ما يراه هو اللائق Ø¨Ø´ÙØ§Ø¦Ù‡Ø§ ÙˆØ§Ù„Ù…ØµÙ„Ø Ù„ØºØ°Ø§Ø¦Ù‡Ø§ ))
2) الإمام ÙØ®Ø± الدين الرازي ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡ لسورة Ø§Ù„ÙØ§ØªØØ© : 1/142
(( الباب الثالث ÙÙŠ الأسرار العقلية المستنبطة من هذه السورة : Ø§Ù„Ù„Ø·ÙŠÙØ© الثالثة : إنه لما قال (اهدنا الصراط المستقيم) لم يقتصر عليه بل قال : (صراط الذين أنعمت عليهم) وهذا ما يدل أن المريد لا سبيل له إلى الوصول إلى مقامات الهداية إلا إذا اقتدى بشيخ يهديه إلى سواء السبيل ويجنبه من الوقوع ÙÙŠ الأغاليط وذلك لأن النقص غالب على أكثر الخلق وعقولهم غير واÙية بإدراك الØÙ‚ Ùلا بد من كامل يقتدي به الناقص ØØªÙ‰ يتقوى عقل ذلك الناقص بنور عقل الكامل )) .
3) شيخ الإسلام إبراهيم الباجوري ÙÙŠ شرØÙ‡ لجوهرة التوØÙŠØ¯ : 133
كن كما كان خيار الخلق...............ØÙ„ÙŠÙ ØÙ„Ù… تابعاً للØÙ‚
وذلك ÙÙŠ شرØÙ‡ لهذا البيت : ( أي كن Ù…ØªØµÙØ§Ù‹ بالأخلاق مثل الأخلاق التي كان عليها خيار الخلق إلى أن قال : وإذا كانت المجاهدة على يد شيخ من العارÙين كانت Ø£Ù†ÙØ¹ لقولهم : ØØ§Ù„ رجل ÙÙŠ أل٠رجل Ø£Ù†ÙØ¹ من وعظ أل٠رجل ÙÙŠ رجل Ùينبغي للشخص أن يلزم شيخاً Ø¹Ø§Ø±ÙØ§Ù‹ على الكتاب والسنة بأن يزنه قبل الأخذ عنه ÙØ¥Ù† وجده على الكتاب والسنة لازمه وتأدب معه ÙØ¹Ø³Ø§Ù‡ يكتسب من ØØ§Ù„Ù‡ ما يكون به ØµÙØ§Ø¡ باطنه ) .
4) Ø§Ù„ØØ§Ùظ ابن قيم الجرزية : قال ÙÙŠ كتابة الوابل الصيب من الكلم الطيب : ص53
(( إذا أراد العبد أن يقتدي برجل Ùلينظر هل هو من أهل الذكر أو من الغاÙلين وهل Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… عليه الهوى أو الوØÙŠ ÙØ¥Ø°Ø§ كان Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… عليه الهوى وهو من أهله الغÙلة كان أمره ÙØ±Ø·Ø§Ù‹ .. إلى أن قال : Ùينبغي للرجل أن ينظر ÙÙŠ شيخه وقدوته ومتبوعه ÙØ¥Ù† وجده كذلك Ùليبعد منه وإن وجده ممن غلب عليه ذكر الله واتباع السنة Ùليتمسك بغرزه )) .
من أقوال العارÙين بالله ÙÙŠ ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© :
1- الإمام الغزالي : (( مما يجب ÙÙŠ ØÙ‚ السالك طريق الØÙ‚ أن يكون له مرشد ومرب ليدله على الطريق ÙˆÙŠØ±ÙØ¹ عنه الأخلاق المذمومة ويضع مكانها الأخلاق المØÙ…ودة )) . خلاصة التصاني٠ÙÙŠ التصو٠ص 18 . وقال أيضاً ÙÙŠ الإØÙŠØ§Ø¡ : 2/55
(( لكن أكثر الخلق جاهلين بعيوب Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… يرى Ø£ØØ¯Ù‡Ù… القذى ÙÙŠ عين أخيه ولا يرى الجذع ÙÙŠ عين Ù†ÙØ³Ù‡ Ùمن أراد أن يعر٠عيوب Ù†ÙØ³Ù‡ له أربعة طرق : الأولى : أن يجلس بين يدي شيخ بصير بعيوب Ø§Ù„Ù†ÙØ³ مطلع على Ø®ÙØ§ÙŠØ§ Ø§Ù„Ø¢ÙØ§Øª وهذا شأن المريد مع شيخه ÙيعرÙÙ‡ شيخه عيوب Ù†ÙØ³Ù‡ ويعرÙÙ‡ طرق علاجها )) .
2- الإمام الشعراني قال ÙÙŠ كتابة لطائ٠المنن والأخلاق : 1/25
لو أن طريق القوم يوصل إليها بالÙهم من غير شيخ يسير بالطالب Ùيها لما Ø§ØØªØ§Ø¬ مثل ØØ¬Ø© الإسلام الإمام الغزالي والشيخ عز الدين بن عبد السلام أخذ أدبهما من شيخ مع أنهما كانا يقولان قبل دخولهما التصو٠كل من قال : إن ثم طريقاً للعلم غير ما بأيدينا Ùقد Ø§ÙØªØ±Ù‰ على الله Ùلما دخلا طريق القوم كانا يقولان : ضيعنا عمرنا ÙÙŠ البطالة ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø§Ø¨ ) ثم قال : ( واعتر٠الإمام Ø£ØÙ…د بن ØÙ†Ø¨Ù„ رضي الله عنه لأبي ØÙ…زة البغدادي Ø¨Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ عليه وطلب الإمام الغزالي وقد لقب ØØ¬Ø© الإسلام شيخاً يدله على الطريق وكذلك الشيخ العز بن عبد السلام مع أنه لقب بسلطان العلماء وكان يقول رضي الله عنه : ما Ø¹Ø±ÙØª الإسلام كاملاً إلا Ø¨ØµØØ¨Ø© الشيخ أبي Ø§Ù„ØØ³Ù† الشاذلي رضي الله عنه ÙØ¥Ø°Ø§ كان هذا الشيخان قد Ø§ØØªØ§Ø¬Ø§ إلى الشيخ مع سعة علمهما بالشريعة ÙØºÙŠØ±Ù‡Ù…ا من أمثالنا من باب أولى )) لطائ٠المنن والأخلاق 1/50
3- قال أبو علي الثقÙÙŠ : ( لو أن رجلاً جمع العلوم كلها ÙˆØµØØ¨ طوائ٠الناس لا يبلغ مبلغ الرجال إلا بالرياضة من شيخ مؤدب Ù†Ø§ØµØ ÙˆÙ…Ù† لم يأخذ أدبه من آمر له وناه يريه عيوب أعماله ورعونات Ù†ÙØ³Ù‡ لا يجوز الاقتداء به ÙÙŠ تصØÙŠØ المعاملات ) طبقات الصوÙية للسلمي ص 365 .
4- قال سيدي أبو مدين رضي الله عنه : (( من لم يأخذ الآداب من المتأدبين Ø£ÙØ³Ø¯ من يتبعه )) .
5- الشيخ Ø£ØÙ…د زروق : قال سيد Ø£ØÙ…د زروق ÙÙŠ كتابه قواعد التصو٠(65) :
( أخذ العلم والعمل عن المشايخ أتم من أخذ دونهم Ùلزمت المشيخة سيما ÙˆØ§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© أخذوا عنه عليه الصلاة والسلام ÙØ£Ù…ا العلم والعمل ÙØ£Ø®Ø°Ù‡ جلي وأما Ø§Ù„Ø¥ÙØ§Ø¯Ø© بالهمة ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù„ Ùقد أشار إليها أنس بقوله : (( ما Ù†ÙØ¶Ù†Ø§ التراب عن أيدينا من دÙنه عليه الصلاة والسلام ØØªÙ‰ أنكرنا قلوبنا )) رواه الإمام Ø£ØÙ…د وابن ماجه ÙØ£Ø¨Ø§Ù† أن رؤية شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم كانت Ù†Ø§ÙØ¹Ø© لهم ÙÙŠ قلوبهم Ùلذلك أمر الله Ø¨ØµØØ¨Ø© الصالØÙŠÙ† ونهى عن ØµØØ¨Ø© Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚ين ) .
6- ابن عطاء الله السكندري : قال ÙÙŠ كتابه Ù…ÙØªØ§Ø الÙÙ„Ø§Ø : ص 30
(( ينبغي لمن عزم على الاسترشاد وسلوك طريق الرشاد أن ÙŠØ¨ØØ« عن شيخه من أهل التØÙ‚يق سالك للطريق تارك لهواه راسخ القدم ÙÙŠ خدمة مولاه ÙØ¥Ø°Ø§ وجده Ùليتمثل ما أمر ولينته عما نهى عنه وزجر)).
إن جميع الأدلة السابقة لتدل على أهمية Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© Ø§Ù„ØµØ§Ù„ØØ© ÙˆÙØ§Ø¦Ø¯ØªÙ‡Ø§ لاسيما ØµØØ¨Ø© شيخ عار٠بأØÙˆØ§Ù„ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ وأمراض ÙˆØªØØ°Ø± من ØµØØ¨Ø© قرناء السوء وأهل المعاصي .
ياسر سلاØ