التسلسل
الصوم
- طباعة
- 29 Jan 2010
- مقالات Ùقهية
- 2932 القراءات
الØÙ…د لله رب العالمين ÙˆØ£ÙØ¶Ù„ الصلاة وأتم التسليم على سيدنا Ù…ØÙ…د وعلى آله ÙˆØµØØ¨Ù‡ أجمعين.
وبعد ...
1- تعري٠الصوم والنية Ùيه:
لما كان الصوم عبادة بدنية كالصلاة، ذكر عقبها:
أ- والصوم لغة: الإمساك. يقال: صام عن الكلام، إذا أمسك عنه.
ب- والصوم شرعاً الإمساك نهاراً من طلوع Ø§Ù„ÙØ¬Ø± إلى غروب الشمس عن إدخال شيء عمداً، أو خطأً، سواءً أدخله بطناً، أو ما له ØÙƒÙ… الباطن؛ والإمساك أيضاً نهاراً عن شهوة Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ØŒ مع النية، لتتميز العبادة عن العادة.
ج- والنية عزم القلب على إيجاد Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ جزماً.
وليست النية باللسان شرطاً. إذ معنى نوى الصوم: قصده بقلبه عازماً على ÙØ¹Ù„Ù‡.
وليس معناه: قال ذلك بلسانه.
ÙØ§Ù„سØÙˆØ± نية للصوم، والتوسع ÙÙŠ طعام العشاء بقصد التقوى على صيام اليوم التالي نية له أيضاً؛ ولكن لو ØªÙ„ÙØ¸ بالنية بلسانه مع عقد قلبه على الصوم Ùهو أولى.
ولا بد للصوم سواء أكان ÙØ±Ø¶Ø§Ù‹ØŒ أو واجباً، أو Ù†Ùلاً، أداء وقضاء من نية، ويختل٠وقت النية Ø¨ØØ³Ø¨ نوع الصوم الذي تؤديه:
أولاً- قسم لا يشترط Ùيه تقديم النية قبل طلوع Ø§Ù„ÙØ¬Ø± من الليل، ولا تعيينها لما يصومه بل ÙŠØµØ Ø§Ù„ØµÙˆÙ… بمطلق النية، أو بنية النÙÙ„ØŒ وهذا:
أ- أداء رمضان.
ب- وأداء النذر المعين زمانه: كقوله: لله علي صوم يوم الخميس، من هذه الجمعة.
ÙŠØµØ Ø§Ù„ØµÙˆÙ… ÙÙŠ هذين النوعين، ولو لم ينو الصائم من الليل. إذ له أن ينوي ولو دخل النهار إلى قبيل الظهر بساعة تقريباً. ولا يشترط أيضاً ÙÙŠ هذين النوعين تعيينها، Ùلو قال: أنا صائم غداً، وإن لم يعين عم رمضان، أو عن النذر المعين، ÙØ¥Ù†Ù‡ يصØ.
ج- النÙÙ„ المطلق: أي الذي لم يعين زمانه، ÙØªØµØ Ùيه النية أيضاً إلى قبيل الظهر، بأكثر من ساعة، Ù„ÙØ¹Ù„ الرسول صلى الله عليه وسلم: Ùقد كان يأتي أهله ضØÙˆØ© Ùيقول: (هل عندكم شيء) ØŸ ÙØ¥Ù† قالوا: لا. قال ( إني إذن صائم ).
ÙˆÙŠØµØ Ø£Ø¯Ø§Ø¡ رمضان بنية واجب أخر، لمن كان صØÙŠØØ§Ù‹ مقيماً، لأن رمضان معيار
لا يسع غيره.
ثانياً- قسم أخر يشترط Ùيه تقديم النية قبل طلوع Ø§Ù„ÙØ¬Ø± وتعيينها لما يصومه وهذا:
أ- قضاء رمضان.
ب- قضاء ما Ø£ÙØ³Ø¯Ù‡ من Ù†ÙÙ„.
ج- صوم Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø±Ø§Øª بأنواعها: ÙƒÙØ§Ø±Ø© اليمين، ÙƒÙØ§Ø±Ø© القتل. . . . إلخ، وصوم التمتع والقران.
د- النذر المطلق: كقوله: إن Ø´ÙÙ‰ اله مريضي ÙØ¹Ù„ÙŠ صوم يوم، ÙØØµÙ„ Ø§Ù„Ø´ÙØ§Ø¡. أو كقوله: لله علي صوم يوم.
ÙÙÙŠ جميع هذه الأقسام: وقت النية من بعد غروب الشمس إلى قبيل طلوع Ø§Ù„ÙØ¬Ø± أي لا بد من تبييت النية قبل Ø§Ù„ÙØ¬Ø±ØŒ أو مقارنة لطلوع Ø§Ù„ÙØ¬Ø±ØŒ ولا بد أيضاً من التعيين لما يصومه عن قضاء رمضان، أو قضاء ما Ø£ÙØ³Ø¯Ù‡ من صوم Ù†ÙÙ„ØŒ أو صوم Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø±Ø§Øª.
ولا تبطل النية بقوله أصوم غداً إن شاء الله، لأنه بمعنى الاستعانة، وطلب التوÙيق إلا أن يريد ØÙ‚يقة الاستثناء.
2- ÙØ¶Ù„ الصوم:
يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام، كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون، أياماً معدودات).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ابن آدم يضاعÙ: Ø§Ù„ØØ³Ù†Ø© بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعÙ. قال الله تعالى: إلا الصوم: ÙØ¥Ù†Ù‡ لي، وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي؛ للصائم ÙØ±ØØªØ§Ù†: ÙØ±ØØ© عند ÙØ·Ø±Ù‡ØŒ ÙˆÙØ±ØØ© عند لقاء ربه ولخلو٠- أي تغير Ø±Ø§Ø¦ØØ© Ùمه - ÙÙ… الصائم أطيب عند الله من Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ø³Ùƒ ). وزاد الترمذي:
(والصوم جنة من النار. وإن جهل على Ø£ØØ¯ÙƒÙ… جاهل- أي خاصمه- وهو صائم، Ùليقل إني صائم، إني صائم).
وقد Ø£ÙØ§Ø¯Øª الآية الكريمة، ÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ« الشريÙ:
أ- أن الصوم باعث على تقوى الله عز وجل.
ب- يمتاز الصوم بنسبته إلى الله تعالى بين سائر الأعمال.
ج- أن للصوم منزلة عند الله عظيمة، ØÙŠØ« بين الله Ù…Ø¶Ø§Ø¹ÙØ© الأجر على الأعمال
Ø§Ù„ØµØ§Ù„ØØ©ØŒ واستثنى الصوم، ØÙŠØ« جعل تقدير ثوابه له ÙˆØØ¯Ù‡.
د- وإن تغير ÙÙ… الصائم من أثر الجوع، والعطش، أطيب عند الله من Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ø³ÙƒØ› لأنه ناشئ عن عبادة الله تعالى وامتثال أمره.
هـ- وإن جوع الصائم يعقبه ÙØ±ØØªØ§Ù†: Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا عند ÙØ·Ø±Ù‡ آخر النهار والأخرى عند لقاء ربه، ØÙŠØ« يرى ثواب صيامه.
Ùˆ- يجزي الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى عباده Ø¨ØØ³Ø¨ كرمه، مما لا يضبطه عد ولا ØØµØ±ØŒ ولذا قال أبو أمامة رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله مرني بعمل، قال: (عليك بالصوم ÙØ¥Ù†Ù‡ لا مثل له).
3- صوم رمضان، وأدلة Ø§ÙØªØ±Ø§Ø¶Ù‡:
الصوم ركن من أركان الإسلام الخمسة، ÙØ±Ø¶Ù‡ الله على المسلمين ÙÙŠ شعبان على Ø§Ù„Ø£ØµØ Ù…Ù† السنة الثانية للهجرة.
وقد ثبتت مشروعيته بالقرآن، والسنة، والإجماع.
Ø£- القرآن: قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ). وقال الله عز وجل: ( Ùمن شهد منكم الشهر Ùليصمه ).
ب- السنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا اله إلا الله وأن Ù…ØÙ…د رسول الله، وإقام الصلاة Ùˆ إيتاء الزكاة Ùˆ ØØ¬ البيت، وصوم رمضان ) Ùمن أنكر ÙØ±Ø¶ÙŠØªÙ‡ ÙƒÙØ±ØŒ كمن أنكر ÙØ±Ø¶ÙŠØ© الصلاة Ùˆ الزكاة ÙˆØ§Ù„ØØ¬.
ج- الإجماع: وكذلك أجمع العلماء على ÙØ±Ø¶ÙŠØ© صوم رمضان.
4- شروط وجوب صيام رمضان:
الإسلام، والعقل، والبلوغ، والعلم بالوجوب لمن أسلم بدار Ø§Ù„ØØ±Ø¨Ø› Ùلا يطالب بالصيام غير المسلم، ولا ÙŠØµØ Ù…Ù†Ù‡Ø› ولا يجب على المجنون؛ ولا على الصبي؛ ولكن يؤمر به من بلغ سبع سنين، ليعتاده إن كان يطيقه، وله ولأبويه الثواب.
5- شروط وجوب أدائه:
Ø§Ù„ØµØØ© من مرض، والخلو عن ØÙŠØ¶ Ùˆ Ù†ÙØ§Ø³ØŒ والإقامة. Ùلا يجب الأداء على المريض، الذي يضره الصوم، ولا على Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø¶ Ùˆ Ø§Ù„Ù†ÙØ³Ø§Ø¡ØŒ ولا على Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ÙØ± كما سيأتي ØªÙØµÙŠÙ„ ذلك.
6- شروط ØµØØ© أدائه:
Ø£- النية: وتقدم تعريÙها، ووقتها.
ب- الخلو عما يناÙيه من ØÙŠØ¶ Ùˆ Ù†ÙØ§Ø³.
ج- الخلو عما ÙŠÙØ³Ø¯Ù‡ØŒ ولا يشترط Ù„ØµØØ© الصوم الخلو عن الجنابة، للقدرة على إزالتها بخلا٠الØÙŠØ¶.
7- ركنه، ÙˆØÙƒÙ…Ù‡:
ركنه: الك٠عن قضاء شهوتي البطن Ùˆ Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ØŒ وعما ألØÙ‚ بهما، من Ù†ØÙˆ الدواء.
ÙˆØÙƒÙ…Ù‡: سقوط الواجب عن الذمة، والثواب تكرماً من الله تعالى ÙÙŠ الآخرة.
إن لم يكن صوماً منهياً عنه، ÙØ¥Ù† كان منهياً عنه، كصوم يوم Ø§Ù„Ù†ØØ± ÙØÙƒÙ…Ù‡ Ø§Ù„ØµØØ©ØŒ والخروج عن العهدة، والإثم بالإعراض عن Ø¶ÙŠØ§ÙØ© الله تعالى.