التسلسل
المقالات » مواضيع مختارة » المريد والمراد عند السادة الصوÙية رضي الله تعالى عنهم
المريد والمراد عند السادة الصوÙية رضي الله تعالى عنهم
- طباعة
- 18 Mar 2010
- مواضيع مختارة
- 6882 القراءات
بالنسبة لسؤالك يا سيدي عن تعري٠المريد، Ùنقول وبالله التوÙيق:
* لا يخلو شخص على الأرض من إرادة ØªØØ±ÙƒÙ‡ لنيل هدÙ٠ما، عَظÙÙ… أو صغر، ÙØªØ±Ø§Ù‡ يخطط لهذا الهد٠ويرسم شكله ÙÙŠ مخيلته، وطرق الوصول إليه، والمساعدات التي تساعده على تØÙ‚يقه بأسرع وقت، ÙˆÙŠØªØØ±Ù‰ عن ماهية العقبات التي قد تعترضه خلال سيره Ùيضع خططاً Ù„ØÙ„ها وتذليلها.
* ÙˆØ§Ù„Ø£Ù‡Ø¯Ø§ÙØŒ كبرت أم صغرت، تقع ÙÙŠ Ø¥ØØ¯Ù‰ خانتين، إما دنيوية أو أخروية أو مشتركة بينهما. ÙØ§Ù„دنيوية والأخروية Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ©ØŒ أما الـ "مشتركة بينهما" Ùنقصد بها الأعمال الدنيوية ذات Ø§Ù„Ù†ÙØ¹ الأخروي، وهي بالجملة من Ø§Ù„Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ø¨Ø©.
* وهكذا نجد أن المريد لهد٠ما إما أن يكون مريداً للدنيا أو مريداً للآخرة. Ùمريد الدنيا غايته تنتهي بقضاء وطره من شهوات الدنيا، ÙˆÙÙŠ الآخرة لا نصيب له، ومريد الآخرة هدÙÙ‡ التزود بالأعمال التي تكسبه ÙÙŠ الآخرة Ø±ÙØ¹Ø© ومكانة تبوءه جنة النعيم وتبعده عن نار الجØÙŠÙ….
* أما المريد ÙÙŠ العر٠الصوÙÙŠ: Ùهو الذي يبذل Ù†ÙØ³Ù‡ للتعر٠على الله تعالى. وهذا هو Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ³ØŒ والأندر بين الأصنا٠سابقة الذكر. ÙØ·Ù„اب الدنيا كثرة لا يعول عليها وطلاب الآخرة قلة Ù…ØØ¨Ø°Ø© لكنهم خرجوا من الدنيا دون تذوق معنى Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©ØŒ ودخول مقام Ø§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ù†. أما طلاب الله Ùهم ندرة Ù†Ùيسة أكملوا دينهم بأركانه الثلاثة: الإسلام والإيمان ÙˆØ§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ù†. Ùنالوا بذلك شر٠الدنيا والآخرة. واتتا إليهم راغمتين.
- إذا ÙØ§Ù„مريد: هو الذي تعلقت إرادته Ø¨Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الØÙ‚ØŒ وقرر سلوك طريق Ø§Ù„ØªØµÙˆÙØŒ ودخل ØªØØª تربية شيخ الطريقة.
* والمريد الطالب Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الله تعالى هو ÙÙŠ الØÙ‚يقة مراد: أي أن الØÙ‚ تعالى دعاه وقربه منه ÙØ®Ù„ع عليه خلعة القبول، ÙØªØØ±ÙƒØª الدواعي ÙÙŠ المريد Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الله تعالى وبالتالي غالباً ما يكون المريد الصادق مراداً. استشهاداً بقوله تعالى "ÙŠØØ¨Ù‡Ù… ÙˆÙŠØØ¨ÙˆÙ†Ù‡" Ùˆ "ثم تاب عليهم ليتوبوا".
* وقد ذكر ÙÙŠ كتب القوم تعبير آخر لطالب Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©ØŒ وهو الÙقير: وهو من Ø§ÙØªÙ‚ر مما سوى الله ÙˆØ±ÙØ¶ كل من يشغله عن الله. وهو لا يملكه شيء ولا يملك شيء بمعنى أن ØØ§Ù„Ù‡ أقوى من المريد وهمته أنهض لأن المريد قد يكون من أهل الأسباب أما الÙقير Ùلا ÙŠØØµØ±Ù‡ الكون Ù„Ø±ÙØ¹ همته ÙˆÙ†ÙØ§ بصيرته.
* المريد هو من وصÙÙ‡ الله تعالى بالآية التالية: ((والذين جاهدوا Ùينا لنهدينهم سبلنا)) بمنعى أنه يتولى الإقبال كلية على الله، ÙÙŠØØ¯Ø« له تعالى قبولاً كشعرة بقلبه، ÙˆÙŠØØ¯Ø« منه Ù„Ø·ÙØ§Ù‹ يثير الاجتهاد Ùيه، والإقبال عليه، والإرادة له، ثم تكاشÙÙ‡ الأØÙˆØ§Ù„. كما ØØ¯Ø« Ù„Ù„ØµØØ§Ø¨ÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù„ÙŠÙ„ ØØ§Ø±Ø«Ø© رضي الله عنه ØÙŠÙ† قال: Ø¹Ø²ÙØª Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¹Ù† الدنيا، ÙØ£Ø¸Ù…أت نهاري وسهرت ليلي. ثم قال: وكأني أنظر عرش ربي بارزاً. ÙØ§Ù†Ø¸Ø± أن بدايته كانت مجاهدة ثم بعدها جاءته Ø§Ù„ÙƒØ´ÙˆÙØ§Øª والمشاهدات.
* وقد عرَّ٠سيدي Ù…ØÙ…د الهاشمي قدس الله سره المريد الØÙ‚يقي أو الصادق : (بأنه الذي سلَّم Ù†ÙØ³Ù‡ مباشرة Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ للشيخ المرشد الØÙŠ ÙÙŠ أيام السير إلى الله تعالى ليسلك به الطريق إلى أن يقول: ها أنت وربك.) Ùيصير المريد مراداً. ÙØ¥Ø°Ø§ انتهى سيره إلى الله تعالى وصار ÙÙŠ الله بالله لله صار المريد مراداً عبداً لله ØØ±Ø§Ù‹ مما سواه.
وقد قيل أن المريد من لا إرادة له دون مولاه وهي على ثلاثة مراتب إرادة التبرك ÙˆØ§Ù„ØØ±Ù…Ø©: وهي لمن Ø¶Ø¹ÙØª همته وكثرت علائقه وهذا لا يلزم بشروط Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© ولو كانت الطريق التي دخلها طريق Ù…Ø¹Ø±ÙØ© لأن نيته التبرك Ùقط.
وإرادة الوصول إلى Ø§Ù„ØØ¶Ø±Ø©: وهي لأهل التجريد وقوة العزم وهذا يلزمه شروط Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© لأنه مريد ØÙ‚يقي.
وإرادة Ø®Ù„Ø§ÙØ© وكمال Ù…Ø¹Ø±ÙØ©: وهي لمن ظهرت نجابته وكملت أهليته ÙˆØµÙØ±ÙÙ‘Ø Ù„Ù‡ Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© من شيخ كامل أو هات٠صادق. وهذا أيضاً تلزمه شروط Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© ليتØÙ‚Ù‚ Ùيه ما ØµÙØ±ÙÙ‘Ø Ù„Ù‡ به من Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© أو سمعه من الهات٠الصادق.
أما المريد المجازي: Ùهو الذي ليس قصده إلا الدخول مع القوم والتزي بزيهم والانتظام ÙÙŠ سلك عقدهم والتكثير لسوادهم، وهذا لا يلتزم بشروط Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© بل يلزم بلزوم الشرع ومخالطة Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© ØØªÙ‰ تشمله بركتهم وينظر إلى Ø£ØÙˆØ§Ù„هم وسيرهم لعله يسلك مسلكهم ويؤهل لما أهلوا له، ومثل هذا له أن ينتقل إلى طريق أخرى ولا ØØ±Ø¬ عليه. كما أن طريق التبرك لا ØØ±Ø¬ ÙÙŠ الانتقال منها إلى غيرها.
* أما Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© المريد من شيخه Ùهي متعلقة بهمة المريد، ÙØ¥Ù† واÙقت نية المريد وهمته همة الشيخ ØØµÙ„ الانتظام وإلا وقع الخلا٠لأن نية المريد Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© لهمة الشيخ بأن تكون Ùقط للتبرك أو دل معه على ØØ±Ù من Ø§Ù„ØØ±ÙˆÙ وهمة الشيخ Ùيه الوصول بأنه يقع الاختلا٠ولا ينال ما نوى من الشيخ إلا إذا سبقت له من الله تعالى سابقة ÙØªÙ†Ù‡Ø¶Ù‡ عندها همة الشيخ.
* وعموماً يجب أن يكون شيخ الطريقة Ø¹Ø§Ø±ÙØ§Ù‹ بصيراً بأØÙˆØ§Ù„ السير، Ùيسير كل مريد على قدر طاقته وجهده: Ùليس سير الصدّيق كالصادق، وليس الصادق كالمتردد، وليس المتردد كالمنكر. ÙÙŠØÙ…Ù„ الصديق من المجاهدة والأذكار وخراب المظاهر وتقهير الباطن ما لا ÙŠØÙ…له الصادق، Ùˆ ÙŠØÙ…Ù„ الصادق من ذلك ما لا ÙŠØÙ…له المتردد، ÙˆÙŠØØªØ§Ù„ على المنكر بالسياسة ØØªÙ‰ يربي له الصدق وهكذا يسير مع كل Ø£ØØ¯ من القاصدين. وأعظم سبب لتربية المريد هو Ø§Ø±ØªØØ§Ù„Ù‡ من عالم Ø§Ù„ØØ³ إلى عالم المعنى وبالتالي إذا لم يتربى الÙقير ÙØ§Ù„سبب دم Ø§Ø±ØªØØ§Ù„Ù‡ من عالم Ø§Ù„ØØ³ إلى عالم المعنى بمعنى عدم إخراج ØØ¨ الدنيا من قلب المريد وها قول سيدنا ØØ§Ø±Ø«Ø© رضي الله عنه: (Ø¹Ø²ÙØª Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¹Ù† الدنيا) Ùلو كان ÙÙŠ المعاني لتربى، إذ لا يتربى إلا الموجود وهو الذي خلق ÙÙŠ المعاني، أما المعدوم Ùكي٠يتصور Ù† يتربى وهو ÙÙŠ العدم. Ùقد جرى على ألسنة الناس (ØØªÙ‰ يخلق نسميه) ÙØ¥Ø°Ø§ أردت أيها الشيخ أن تربي من شئت ÙØªØ³Ø¨Ø¨ ÙÙŠ ولادته ÙÙŠ المعاني ØØªÙ‰ ØªØØµÙ„ له هذه المعاني، ÙØ¥Ù† ØØµÙ„ت ÙØÙŠÙ†Ø¦Ø°Ù Ø±Ø¨Ùّه ÙØ¥Ù†Ù‡ يتربى ØÙŠÙ† ذلك.
* أما تعري٠الإرادة: التي يجب أن يتØÙ„Ù‰ Ùيها المريد: "Ùهي قصد الوصول إلى Ø§Ù„Ù…ØØ¨ÙˆØ¨ بنعت المجاهدة أو Ø§Ù„ØªØØ¨Ø¨ إلى الله بما يرضى، والخلوص ÙÙŠ Ù†ØµÙŠØØ© الأمة. والأنس بالخلوة والصبر على مقاساة الأهوال ومنازلة الأØÙˆØ§Ù„ والإيثار لأمره والØÙŠØ§Ø¡ من نظره. وبذل المجهود ÙÙŠ Ù…ØØ¨ÙˆØ¨Ù‡ والتعرض لكل سبب يوصل إليه ÙˆØµØØ¨Ø© من يدل عليه. والقناعة بالخمول وعدم سكون القلب أما شيء دون الوصول". ÙˆØÙ‚يقة هذا هو تعري٠المريد الØÙ‚يقي.
* وقد قالوا أن شروط الÙقير أربعة:
1- Ø±ÙØ¹ الهمة.
2- ÙˆØØ³Ù† الخدمة.
3- تعظيم Ø§Ù„ØØ±Ù…Ø©.
4- Ù†Ùوذ العزيمة.
هذه هي الشروط الأساسية، وما بني عليها Ùكثير جداً ÙØ±Ø§Ø¬Ø¹ كتب القوم إن أردت.
* وخلاصة المطا٠قولنا:
المريد: هو شخص قلبه ÙØ§Ø±Øº مما سوى الله.
سيدي يامن