موقع الطريقة الشاذلية الدرقاوية
التسلسل
شعبان في سطور
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على حبيب رب العالمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

شهر شعبان واحد من الشهور القمرية يتوسط بين رجب ورمضان بين شهر محرم وشهر عبادة ولهذا الشهر مزايا وخصوصيات تميزه عن غيره من الشهور وتجعله محلا لكثرة العبادة والاستزادة منها:

معنى اسم شعبان

قيل أن اسم شعبان مشتق من الشعب والشعب هو الطريق في الجبل وكذلك شهر شعبان فهو طريق الخير الذي يتشعب من خير وخير.

خصوصيات هذا الشهر

1. أنه شهر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أن رجب هو شهر الله ورمضان شهر أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

روى الديلمي وغيره عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي) وفي رواية(شعبان شهري ورمضان شهر الله،شعبان المضهر ورمضان المفكر).(كشف الخفا)

2. هو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى إذ للأعمال رفع أسبوعي في يومي الاثنين والخميس ورفع سنوي في شهر شعبان.عن سيدنا أسامة بن زيد قال:( قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم). أخرجه النسائي.

3. هو شهر يكتب الله فيه على كل نفس ميتة فترفع أسماء الأموات في هذا العام إلى الموكل بقبضها في شهر شعبان. (عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله
قالت قلت يا رسول الله أحب الشهور إليك أن تصومه شعبان قال إن الله يكتب فيه على كل نفس ميتة تلك السنة فأحب أن يأتيني أجلي وأنا صائم )رواه أبو يعلى وهو غريب وإسناده حسن.

4. هو شهر فيه ليلة النصف من شعبان ذات المكانة والشأن وسنأتي على ذكرها بعد قليل.



أحداث في شهر شعبان

1. تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر في صلاته أن يستقبل المسجد الأقصى فكان يستقبل الأقصى والبيت الحرام معا حينما كان في مكة لكن بعد هجرته للمدينة المنورة لم يستطع فعل ذلك فكان يقلب بصره في السماء راجيا ربه أن يجعل القبلة إلى المسجد الحرام، وبعد دعائه لربه ستة عشر شهرا جاءه الأمر بالتوجه إلى الكعبة المشرفة وهو يصلي في مسجد القبلتين فتحول وتحول الناس معه.قال تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) البقرة144.

2. انشقاق القمر، فقد أكثر المشركون من سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات حتى كان اليوم الخامس عشر من شعبان فسألوه انشقاق القمر فأشار اليه فانشق حتى بان جبل حراء بينهما فقال لهم انظروا فقالوا: لقد سحركم محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ-1- َإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ-2- وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ-3-) القمر(1-3).

3. نزول آية الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم تكريما له في شهره العظيم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب 56.



صوم شهر شعبان

لقد تعددت الروايات الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صوم شعبان ومنها في الصحيحين وغيرهما فهو مما تواترت فيه الأحاديث تواترا معنويا ولكن ما هو مقدار الصيام في هذا الشهر تعددت الروايات في ذلك:

1. منها ما تقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله.( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله)أخرجه الشيخان. وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان كان يصومه إلا قليلا بل كان يصومه كله) رواه البخاري ومسلم وأبو داود ورواه النسائي والترمذي وغيرهما. وقالت أم سلمة رضي الله عنها : (ما رأيت رسول الله يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان) رواه الترمذي وقال حديث حسن. فكل هذه الروايات تدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم كل الشهر ورواية أم سلمة أوضح الروايات ولا تقبل التأويل.

2. ولكن هناك روايات تذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم أغلب الشهر لا كله صياما يجعله مميزا عن غيره من الشهور مما لفت انتباه الصحابة فسألوه عن سر ذلك.من ذلك حديث أسامة بن زيد السابق الذي أخرجه النسائي وفيه (لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان) أي صياما كثيرا يلفت النظر لاختلافه عن بقية الأشهر وفي رواية لمسلم ( كان يصوم شعبان الا قليلا)، ووجه التوفيق بين هذه الروايات اما الحمل على أن كل رواية كانت في عام فالنبي صلى الله عليه وسلم صام شعبان كله في عام وفي عام آخر فطر بعض أيامه خشية أن يفرض على أمته، أو احتمال كون الروايات التي ذكرت صيام كل شعبان تقصد الأغلب فقد يطلق على الأغلب بالكل أحيانا.على كل حال فان صيام شعبان مشروع ومندوب ومستحب وكلما استكثر المسلم من صيامه نجح وأفلح.

حكمة صيام شهر شعبان

لقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكمة من صيام شهر شعبان ومن النظر في الروايات يجد المنتفع عدة حكم:

1. أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان فتتقاعس هممهم وتق طاعتهم والصائم يتميز عن الناس بكثرة العبادة لربه.

2. انه شهر ترفع فيه الأعمال ومن عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكثر من العبادة في وقت رفع الأعمال كما صح في صيام الاثنين والخميس.



ليلة النصف من شعبان

في هذه الليلة انشق القمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ليلة فاضلة يسن للإنسان قيامها وصيام يومها لحديث ابن ماجه عن سيدنا علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر لي فأغفر له ألا مسترزق فأرزقه ألا مبتلي فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر)، وكما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيامها فقد قامها بنفسه صلى الله عليه وسلم فقد روى ابن ماجه والترمذي وأحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: (فقدت النبي ذات ليلة فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء فقال يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله قالت قد قلت وما بي ذلك ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك فقال إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب) سنن ابن ماجه ج:1 ص:444.

ولا يعترض معترض على هذه الروايات بضعفها فان لم تكن مقبولة لتعدد مصدرها وتقوية بعضه لبعض فالأخذ بالضعيف جائز إن كان في فضائل الأعمال ولقد ذكر الإمام الغزالي لهذه الليلة أسماء متعددة منها ليلة براءة وليلة الشفاعة وليلة المغفرة وليلة العتق وليلة القسمة والتقدير(انظر مكاشفة القلوب للغزالي صفحة 456) وقيل أن هذه الليلة وليلة القدر ليلتي عيدين للملائكة في السماء كما للناس في الأرض الفطر والأضحى.

مزايا ليلة النصف من شعبان

1. إن الله ينزل فيها ويحض عباده على سؤاله والتضرع إليه.

2. إن الله يغفر فيها لعباده وفي رواية لأهل الأرض عدا سبعة ويكون العتق فيها من النيران بعدد شهر غنم قبيلة كلب وهي إحدى القبائل المعروفة بكثرة أغنامها.

3. يحرم الله في هذه الليلة أناسا من هذا العطاء وباستقصاء الروايات نجد أن عددهم سبعة وهم:

1) المشرك

2) المشاحن

3) قاطع الرحم

4) مسبل

5) عاق لوالديه

6) مدمن خمر

7) قاتل نفس